مازن معضم ممثل لبناني في رصيده العديد من الأعمال التمثيلية في التلفزيون والسينما، التي تركت بصمة في عالم الدراما، وتميز بالأدوار المركبة والصعبة كدوره في كازانوفا، الغالبون، إخترب الحي ومؤخراً في مسلسل "من الآخر"، ويخوض مازن اليوم تجارب وأعمالاً جديدة، وكان لموقع "الفن" هذه المقابلة الحصرية معه.
أخبرنا أكثر عن مشاركتك في مسلسل "الباشا"، وكيف كان تعاونك مع المخرج مكرم الريّس؟
أنا سعيد بمشاركتي في مسلسل "الباشا" في جزئه الثالث، والعمل من إخراج مكرم الريّس وإنتاج "مروى غروب"، وتجمعني صداقة شخصية مع المخرج، خصوصاً وأنه كان مشرفاً على الإنتاج في العديد من الأعمال التي شاركت فيها، وعملنا معاً في العديد من الأعمال، منها "إخترب الحي، زوجتي أنا في الجزأين، موت أميرة"، وأنا أثق بأعمال الريس، وعلى معرفة برؤيته وحماسه في الأعمال، إضافة إلى أنه شاب خلوق بأعماله، لذلك أحببت أن أخوض معه هذا العمل، خصوصاً أنه العمل الدرامي الأول من إخراجه. أما عن دوري في المسلسل، فيختلف عن الأدوار السابقة التي قدمتها، لأنها المرة الأولى التي ألعب فيها دور ضابط فرنسي، والكلام في العمل باللغة العربية الفصحى "المكسرة"، مع اللكنة الفرنسية، الأمر الذي يجعل العمل جديداً عليّ، والعمل حقق نجاحاً كبيراً بجزأيه الأول والثاني وأصدائه حتى اليوم جيدة.
ما المشكلات التي واجهتموها بالتصوير؟
لا شك أن الأوضاع الإقتصادية أثرت على كل القطاعات، وتأثر عدد منها بشكل أكبر من غيره، وبالتالي إنتشار فيروس كورونا شكل أيضاً عائقاً وأثر بشكل كبير على العمل، خصوصاً وأن أماكن التصوير تكون في الكثير من الأحيان، في منازل مواطنين، وفي هذه الأوضاع لا يتقبل جميعهم أن يسلموا منازلهم للتصوير، حتى أن الخوف لدى الممثلين كبير.
هل من الوارد أن تخوض اليوم تجارب خضتها سابقاً، مثل تقديم البرامج أو عرض الأزياء؟
خضت سابقاً تجربتين في التقديم، من بينهما برنامج "weekend"، ومن الممكن أن أباشر في تجربة جديدة في المجال، وتم التواصل معي منذ فترة بخصوص هذا الموضوع، لكن البرنامج لم يكن كما أريده، ولكن في حال عرض عليّ برنامج أحببته أخوضه.
كيف ترى وضع الدراما اللبنانية اليوم؟
في فترة من الفترات كان هناك عصر ذهبي للدراما اللبنانية، والعديد من المسلسلات حققت نجاحاً باهراً، وقطاع التمثيل حينها كان بمرحلة التقدم، واليوم الوضع الإقتصادي أثر علينا وعلى سوق الإعلانات، ما إنعكس سلباً على الإنتاج.
هل من تعاون لك بالعمل خارج لبنان؟
نعم من الممكن، الأمر غير مؤكد حتى الآن، ولا يمكن أن أصرح عن الموضوع حالياً، وكان من المفروض أن أشارك في أفلام سينمائية، لكنها تعرقلت بسبب إنتشار فيروس كورونا، وتم تأجيلها إلى وقت لاحق، منها عمل قدم لي في فرنسا، لكنه تأجل أيضاً، بعد تأثر فرنسا بشكل كبير بالفيروس، والإقفال العام الذي فرض.
من جهة أخرى، أقوم اليوم بقراءة مسلسلين، الأول سيصور خارج لبنان، والآخر هنا، لكن لم يتم الإتفاق بعد حول هذا العمل، والموضوع سيتم حسمه بعد شهر رمضان.
شاركت مؤخراً في مسلسل "من الآخر"، ودور الشاب المقعد الذي جسدته كان صعباً، ما الذي أضافته لك؟
أنا لست بعيداً عن العمل الإنساني، وقمت في العديد من النشاطات التي يعود ريعها لمركز سرطان الأطفال، ولديّ حب كبير للعمل الإنساني، كنت ألبي بشكل مستمر نداءات أي جمعية للمشاركة في أي نشاط.، لذلك دوري في مسلسل "من الآخر" إستفزني بشكل كبير، خصوصاً أنه صعب بحكم أن الممثل يجسده طوال الوقت وهو يجلس على كرسي، وبعد الإطلاع على النص، أحببت الدور ورأيت نفسي فيه.
أي دور من الأدوار التي جسدتها تعتبر أنه يشبهك؟
دور أمير في "زوجتي أنا" يشبهني كثيراً، الشاب الهادئ الذي هو على يقين بما يقوم به، ويميز الصح من الخطأ، وفي الوقت عينه لديه عنفوان، وعلاقته بأهله مميزة، خصوصاً علاقته بوالدته، تماماً كعلاقتي بوالدتي التي تجمعني بها صداقة.
ما هي رسالتك اليوم للسياسيين في لبنان؟ وهل تفكر حالياً بالهجرة؟
نمر اليوم بظروف حساسة جداً وبوضع سيئ جداً، فالسياسة اليوم ليست إنتماء أعمى، بل يجب أن تكون إختياراً، أي أن نختار الشخص المناسب في المكان المناسب، وبحسب مشروعه ومخططاته في خدمة البلد والمواطنين، وكلمة إنتماء هي فقط الإنتماء إلى الوطن وهويتنا اللبنانية، وطبعاً من الضروري وجود أحزاب لأنها التي تشغل العمل السياسي، لكن أحزابنا في لبنان هي للأسف أحزاب طائفية، فعلينا التخلص من هذا الموضوع، وأن نصوّت في الإنتخابات على أساس مشروع المرشّح.
أما في ما يتعلق بالهجرة، فنعم أفكر فيها كأي شاب لبناني، ولكن الظرف الخاص الذي يمنعني هو والدتي التي هي متعلقة بلبنان وبمنزلها، وبالتالي لا أستطيع أن أتركها لأي ظرف كان، وأنا بحاجة لرؤيتها بشكل يومي، وهذا ما دفع بي إلى تأجيل التفكير في موضوع الهجرة.
كلمة أخيرة.
الأمر الأهم اليوم هو أن لا يُجرّ البلد إلى مشاكل أمنية، ونتمنى أن تتجه الأمور نحو الأفضل، وأن تمر الأزمة الإقتصادية بأسرع وقت ممكن.